الذكر الكثير في القرآن و السنة
الذكر الكثير في القرآن و السنة
ملك محمد سبطين اكبر
الذكر الكثير في القرآن
ما هو الذكر الكثير؟
الذكر الكثير عند مدرسة اهل البيت(ع)
الذكر الكثير عند مدرسة اهل السنة
مصداق الذكرالكثير
روايات عن الأئمة (ع)في فضل الذكر الكثير
فوائد تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام)
ما هو الذكر الكثير؟
الذكر الكثير عند مدرسة اهل البيت(ع)
الذكر الكثير عند مدرسة اهل السنة
مصداق الذكرالكثير
روايات عن الأئمة (ع)في فضل الذكر الكثير
فوائد تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام)
المقدمة
الحمد لله الذي منّ علينا بمننه، وأنعم علينا بنعمه، والصلاة والسلام على النور الأول و المصطفى الأمجد وعلى آله الأخيار المصطفين الأبرار، ساسة العباد، وقادة البلاد أعني محمداً وآل محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين،
إنّ تنزيه الله سبحانه وتعالى عن كلِّ ما لا يليق بساحة قدسه نابع من عظمته وكماله وجماله، فلأنه تعالى كامل مطلق يقتضي ذلك تنزيهه عن كلِّ نقص،ولأنه تعالى جميل مطلق يقتضي ذلك تنزيهه عن كلِّ قبح، ولأنَّه عالم مطلق وقادر مطلق فهومنزه عن كلِّ جهل، وعن كلِّ عجز، ولأنَّه له الأسماء الحسنى والصفات العليا فلابد أنْ يكون منزهاًعن كلِّ ما يخالف ذلك. وأما بعد:
إن عوامل الغفلة في حياة الإنسان المادية كثيرة جدّا، وسهام وسوسة الشياطين ترمى من كلّ جانب صوب الإنسان، فلا طريق لمحاربتها إلّا بذكر اللّه الكثير، وليس ذكر الله تعالى باللسان فقط، بل اللسان ترجمان القلب، والهدف هو التوجُّه بكلِّ وجود الإنسان إلى ذات الباري تعالى والذوبان فيه والاستغراق بجلاله وكبريائه وعظمته والشعور بحضوره ورقابته وإحاطته بكلِّ كيانه، ممّا ينعكس على سلوك الإنسان وعمله وأخلاقه بحيث يصونه من الذنب ويدعوه إلى الطاعة.
و لا يخفى علينا إن للذكرأهمية في حياتنا اليومية، ويعتبرالرابط بين الإنسان وخالقه فالإنسان بدون الذكر يكون كالميت بين الأحياء، فكل جارحةٍ من جوارح الإنسان لها عبادة، فعبادة العين أن تَغُضَ البصر عن محارم الله، والأذن لها عبادة، واليد لها عبادة، أما عبادة القلب فهي الذِكر.و الآن علينا أن ندخل في بيان الذكر الكثير في القرآن و السنة و مراحله حسب ما يأتي:
الفصل الاول
في الكليات و المفاهيم
الذكرلغة واصطلاحا
لغة:
مصدر ذكر الشيء يذكره ذكراً وذكرًا بكسر الذال وضمها، وهو يأتي في اللغة لمعان و من أهمها:
الأول: هو الشيء يجري على اللسان، أي ما ينطق به يقال ذكرت الشيء إذا نطقت به أو تحدثت عنه ، ومنه قوله تعالى (ذكر رحمة ربك عبده زكريا) .
الثاني: استحضار الشيء في القلب، نقيض النسيان ومنه: قوله تعالى: وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) .
الثالث: الصيت والشهرة والثناء.
الرابع: قال الراغب الأصفهاني في مفرداته"الذكر" تارة يقال ويراد به هيئة للنفس بها يمكن للإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة،وتارة يقال لحضور الشيء القلب أو القول، ولذلك قيل الذكر ذكران ذكر بالقلب و ذكر باللسان.
وكل واحد منهما ضربان، ذكر عن نسيان وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ وكل قول يقال له الذكر، فمنها:
الذكر باللسان: قوله تعالى: لقد أنزلنا إليكم كتابًا فيه ذكركم .
وقوله تعالى: وإنه لذكر لك ولقومك .
ومن الذكرعن النسيان: قوله تعالى:فأني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان .
ومن الذكر بالقلب واللسان معًا: قوله تعالى: فأذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرًا.
اصطلاحا
في الاصطلاح فله معنيان:
1. معنى عام: ويشمل كل أنواع العبادات من صلاة وصيام وحج وقراءة قرآن وثناء ودعاء وتسبيح وتحميد وتمجيد وغير ذلك من أنواع الطاعات؛ لأنها إنما تقام لذكر الله وطاعته وعبادته.
2. معنى خاص: وهو ذكر الله بالألفاظ التي وردت عن الله سبحانه وتعالى من تلاوة كتابه أو إجراء أسمائه أو صفاته العليا على لسان العبد أو قلبه مما ورد في كتاب الله سبحانه، أو الألفاظ التي وردت على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وفيها تمجيد وتنزيه وتقديس وتوحيد لله سبحانه وتعالى. والمراد من الذكر: حضور القلب، فينبغي أن يكون هو مقصود الذاكر فيحرص على تحصيله ويتدبرما ذكر، ويتعقَّل معناه .
الفصل الثاني
الذكر الكثير في القرآن
أنّ للذكر الكثير معنى واسعا جدا،.فإن هذه الكلمة "الذكر الكثير" جائت مرة واحدة في القرآن ولكن لفظ (الذكر) من الألفاظ المتواترة الحضور في القرآن، فقد ورد هذا اللفظ في ثمانية وستين ومئتي (268) موضع، جاء في أربعة وخمسين ومائة (154)موضع بصيغة الفعل بتصريفاته المتنوعة، من ذلك قوله سبحانه: {وذكر الله كثيرا} ، وجاءت أكثر صيغ الأفعال وروداً في القرآن صيغة الأمر، نحو قوله سبحانه: {واذكروا الله} ، حيث وردت هذه الصيغة في واحد وثلاثين موضعاً.
ما هو الذكر الكثير؟
إنّ "الذكر الكثير"يعني التوجّه إلى اللّه سبحانه بكلّ الوجود، لا بلقلقة اللسان و حسب.
"الذكر الكثير"هو الذي يقذف النور في كلّ أعمال الإنسان، و يغمرها بالضياء، و لهذا فإنّ القرآن أمر كلّ المؤمنين في هذه الآية أن يذكروا اللّه على كلّ حال: فاذكروه أثناء العبادة، فاحضروا قلوبكم و أخلصوا فيها.
و اذكروه عند إقدامكم على المعصية و تجنّبوها و إذا ما بدرت منكم عثرة و هفوة فبادروا إلى التوبة، و ارجعوا إلى طريق الحقّ,و اذكروه عند النعم و اشكروه عليها,و اذكروه عند البلايا و المصائب و اصبروا عليها و تحمّلوها.فلا تنسوا ذكره في كلّ مشهد من مشاهد الحياة و الابتعاد عن سخطه، و التقرّب لما يجلب رضاه.
نأتي هنابعض الاقوال مفسري الشيعةو اهل السنة من حول"الذكر الكثير"
الذكر الكثير عند مدرسة اهل البيت(ع)
نذكر هنا بعض الأقوال لعلما ء الشيعة:
1. الطبرسي، في تفسيره مجمع البيان :هنا اختلاف كثير في معنى الذكر الكثير فقيل هو أن لا ينساه أبدا عن مجاهد و قيل هو أن يذكره سبحانه بصفاته العلى و أسمائه الحسنى و ينزهه عما لا يليق به و قيل هو أن يقول سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر على كل حال عن مقاتل.
و قد ورد عن أئمتنا (ع) أنهم قالوا من قالها ثلاثين مرة فقد ذكر الله ذكرا كثيرا .
2. الشيخ الطوسي، في التبيان:هذا خطاب من اللَّه تعالى للمؤمنين المصدقين بوحدانيته المقرين بصدق أنبيائه، يأمرهم بأن يذكروا اللَّه ذكراً كثيراً، و الذكر الكثير أن نذكره بصفاته التي يختص بها، و لا يشاركه فيها غيره، و ننزهه عما لا يليق به.
و روي في اخبارنا أن من قال: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر ثلاثين مرة، فقد ذكر الله كثيراً، و كل صفة لله تعالى فهي صفة تعظيم، و إذا ذكر بأنه شيء وجب أن يقال: إنه شيء لا كالأشياء، و كذلك احد ليس كمثله شيء و كذلك القديم هو الأول قبل كل شيء، و الباقي بعد فناء كل شيء. و لا يجوز أن يذكر بفعل ليس فيه تعظيم، لان جميع ما يفعله يستحق به الحمد و الوصف بالجميل على جهة التعظيم، مثل الذكر بالغنى و الكرم بما يوجب اتساع النعم، و الذكر إحضار معنى الصفة للنفس إما بإيجاد المعنى في النفس ابتداء من غير طلب. و الآخر بالطلب من جهة الفكر. و الذكر قد يجامع العلم، و قد يجامع الشك. و العلم لا يجامع الشك في الشيء على وجه واحد. و الذكر أيضاً يضاد السهو، و لا يضاد الشك، كما يضاده العلم .
3. الطباطبائي في تفسيره الميزان: آيات تدعو المؤمنين إلى الذكر و التسبيح و تبشرهم و تعدهم الوعد الجميل و تخاطب النبي ص بصفاته الكريمة و تأمره أن يبشر المؤمنين و لا يطيع الكافرين و المنافقين، و يمكن أن يكون القبيلان مختلفين في النزول زمانا.
قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً» الذكر ما يقابل النسيان و هو توجيه الإدراك نحو المذكور و أما التلفظ بما يدل عليه من أسمائه و صفاته فهو بعض مصاديق الذكر.
و تفيد التعليل أنكم إن ذكرتم الله كثيرا ذكركم برحمته كثيرا و بالغ في إخراجكم من الظلمات إلى النور و يستفاد منه أن الظلمات إنما هي ظلمات النسيان و الغفلة و النور نور الذكر.
«يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً- وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا» فقال: لم يجعل الله له حدا ينتهي إليه.
و كان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس- و يأمر بالقراءة من كان يقرأ منا و من كان لا يقرأ منا أمره بالذكر، و البيت الذي يقرأ فيه القرآن و يذكر الله عز و جل فيه يكثر بركته و يحضره الملائكة و يهجره الشياطين- و يضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب لأهل الأرض- و البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن- و لا يذكر الله يقل بركته و يهجره الملائكة و يحضره الشياطين .
4. السيد مكارم الشيرازي: إنّ «الذكر الكثير»- بالمعنى الواقعي للكلمة- يعني التوجّه إلى اللّه سبحانه بكلّ الوجود، لا بلقلقة اللسان و حسب.
«الذكر الكثير» هو الذي يقذف النور في كلّ أعمال الإنسان، و يغمرها بالضياء، و لهذا فإنّ القرآن أمر كلّ المؤمنين في هذه الآية أن يذكروا اللّه على كلّ حال: فاذكروه أثناء العبادة، فاحضروا قلوبكم و أخلصوا فيها.
و اذكروه عند إقدامكم على المعصية و تجنّبوها و إذا ما بدرت منكم عثرة و هفوة فبادروا إلى التوبة، و ارجعوا إلى طريق الحقّ.
و اذكروه عند النعم و اشكروه عليها.
و اذكروه عند البلايا و المصائب و اصبروا عليها و تحمّلوها.
لهذا فإنّ ذكر اللّه الكثير، و تسبيحه بكرة و أصيلا لا يحصل إلّا باستمرار التوجّه إلى اللّه، و تنزيهه عن كلّ عيب و نقص، و تقديسه المتّصل، فذكر اللّه غذاء لروح الإنسان كما أنّ الطعام و الشراب غذاء للبدن.
و جاء في الآية (28) من سورة الرعد أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ و نتيجة هذا الاطمئنان القلبي هو ما ورد في الآيات 27- 30 من سورة الفجر، حيث تقول:يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَ ادْخُلِي جَنَّتِي.
و الخلاصة: لا تنسوا ذكره في كلّ مشهد من مشاهد الحياة و الابتعاد عن سخطه، و التقرّب لما يجلب رضاه .
الذكر الكثير عند مدرسة اهل السنة
نذكر هنا بعض أقوال المفسرين من اهل السنة المشهورة :
1.فخر الدين الرازي: أن وجه تعلق الآية بما قبلها هو أن السورة أصلها و مبناها على تأديب النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و قد ذكرنا أن اللّه تعالى بدأ بذكر ما ينبغي أن يكون عليه النبي عليه السلام مع اللّه و هو التقوى و ذكر ما ينبغي أن يكون عليه النبي عليه السلام مع أهله و أقاربه بقوله: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْواجِكَ .
و اللّه تعالى يأمر عباده المؤمنين بما يأمر به أنبياءه المرسلين فأرشد عباده كما أدب نبيه و بدأ بما يتعلق بجانبه من التعظيم فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً كما قال لنبيه: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ .
ثم هاهنا لطيفة و هي أن المؤمن قد ينسى ذكر اللّه فأمر بدوام الذكر، أما النبي لكونه من المقربين لا ينسى و لكن قد يغتر المقرب من الملك بقربه منه فيقل خوفه فقال: اتَّقِ اللَّهَ فإن المخلص على خطر عظيم و حسنة الأولياء سيئة الأنبياء و قوله: ذِكْراً كَثِيراً قد ذكرنا أن اللّه في كثير من المواضع لما ذكر الذكر وصفه بالكثرة إذ لا مانع من الذكر على ما بينا .
2.الزحيلي: أن المقصود بذكر اللّه- تعالى- في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ما يشمل التهليل و التحميد و التكبير و غير ذلك من الأقوال و الأفعال التي ترضيه- عز و جل-. أى: يا من آمنتم باللّه حق الإيمان، أكثروا من التقرب إلى اللّه- تعالى- بما يرضيه، في كل أوقاتكم و أحوالكم، فإن ذكر اللّه- تعالى- هو طب النفوس و دواؤها، و هو عافية الأبدان و شفاؤها، به تطمئن القلوب، و تنشرح الصدور ..
و التعبير بقوله: اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً يشعر بأن من شأن المؤمن الصادق في إيمانه، أن يواظب على هذه الطاعة مواظبة تامة.
فأكثروا- أيها المؤمنون- من ذكر اللّه- تعالى- في كل أحوالكم، و نزهوه- سبحانه- عن كل ما لا يليق به، في أول النهار و في آخره .
صاحب الكشاف: و التسبيح من جملة الذكر. و إنما اختصه- تعالى- من بين أنواعه اختصاص جبريل و ميكائيل من بين الملائكة، ليبين فضله على سائر الأذكار، لأن معناه تنزيه ذاته عما لا يجوز عليه من الصفات و الأفعال .
ابن عربى:يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ باللسان في مقام النفس، و الحضور في مقام القلب، و المناجاة في مقام السرّ، و المشاهدة في مقام الروح، و المواصلة في مقام الخفاء، و الفناء في مقام الذات، وَ سَبِّحُوهُ بالتجريد عن الأفعال و الصفات و الذات بُكْرَةً وقت طلوع فجر نور القلب و إدبار ظلمة النفس و ليل غروب شمس الروح بالفناء في الذات، أي: دائما من ذلك الوقت إلى الفناء السرمدي .
السعدي: في هذه الأية الشريفة يأمر تعالى المؤمنين، بذكره ذكرا كثيرًا، من تهليل، وتحميد، وتسبيح، وتكبير وغير ذلك، من كل قول فيه قربة إلى اللّه، وأقل ذلك، أن يلازم الإنسان، أوراد الصباح، والمساء، وأدبار الصلوات الخمس، وعند العوارض والأسباب.
وينبغي مداومة ذلك، في جميع الأوقات، على جميع الأحوال، فإن ذلك عبادة يسبق بها العامل، وهو مستريح، وداع إلى محبة اللّه ومعرفته، وعون على الخير، وكف اللسان عن الكلام القبيح.
طنطاوي في الوسيط: أن المقصود بذكر الله- تعالى- في قوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً ما يشمل التهليل والتحميد والتكبير وغير ذلك من الأقوال والأفعال التي ترضيه- عز وجل-.
أى: يا من آمنتم بالله حق الإيمان، أكثروا من التقرب إلى الله- تعالى- بما يرضيه، في كل أوقاتكم وأحوالكم، فإن ذكر الله- تعالى- هو طب النفوس ودواؤها، وهو عافية الأبدان وشفاؤها، به تطمئن القلوب، وتنشرح الصدور ..
والتعبير بقوله: اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً يشعر بأن من شأن المؤمن الصادق في إيمانه، أن يواظب على هذه الطاعة مواظبة تامة.
ابن عاشور : إقبال على مخاطبة المؤمنين بأن يشغلوا ألسنتهم بذكر الله وتسبيحه ، أي أن يمسكوا عن مماراة المنافقين أو عن سبّهم فيما يُرجفون به في قضية تزوج زينب فأمر المؤمنين أن يعتاضوا عن ذلك بذكر الله وتسبيحه خيراً لهم ،
وهذا كقوله تعالى : { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً } ، أي خير من التفاخر بذكر آبائكم وأحسابكم ، فذلك أنفع لهم وأبعد عن أن تثور بين المسلمين والمنافقين ثائرة فتنة في المدينة ، فهذا من نحو قوله لنبيّئه { ودَعْ أذاهم } ومن نحو قوله : { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم } ، فأمروا بتشغيل ألسنتهم وأوقاتهم بما يعود بنفعهم وتجنب ما عسى أن يوقع في مضرة .
وفيه تسجيل على المنافقين بأن خوضهم في ذلك بعد هذه الآية علامة على النفاق لأن المؤمنين لا يخالفون أمر ربهم .
والجملة استئناف ابتدائي متصل بما قبله للمناسبة التي أشرنا إليها .
والذكر : ذكر اللسان وهو المناسب لموقع الآية بما قبلها وبعدها .
الفصل الثالث
الذكر الكثيرفي السنة
روايات مدرسة أهل البيت عليهم السلام
المحدثين الشيعة القدماء في فضل الذكر الكثير
في "الذكر الكثير" وردت روايات كثيرة في الحث والمواظبة عليه منها هذه الروايات من الاذكار والادعية المهمة التي علمها اهل البيت عليهم لشيعتهم هو تسبيح الزهراء وقد وردت روايات كثيرة في الحث والمواظبة عليه منها هذه الروايات :
1. العلامة الحلي « أفضل الاذكار كلها تسبيح الزهراء عليها السلام وقد أجمع أهل العلم كافة على استحبابه » .
2. روى ثقة الإسلام الكليني في أصول الكافي عن محمد بن مسلم في الصحيح « قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن التسبيح ، فقال : ما علمت شيئا موظفا غير تسبيح فاطمة عليها السلام وعشر مرات بعد الفجر تقول : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير ويسبح ما شاء تطوعا » .
وروى الكليني أيضاً في أصول الكافي عن هشام بن الحكم في الصحيح « عن أبي عبد الله عليه السلام قال :تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام إذا أخذت مضجعك فكبر الله أربعا وثلاثين واحمده ثلاثا وثلاثين وسبحه ثلاثا وثلاثين وتقرأ آية الكرسي والمعوذتين وعشر آيات من أول الصافات وعشرا من آخرها » .
وروى الكليني عن زرارة بن أعين وزيد الشحام ومنصور بن حازم وسعيد الأعرج في الصحيح « عن أبي عبد الله عليه السلام قال :تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام من الذكر الكثير الذي قال الله عز وجل : اذكروا الله ذكرا كثيرا » .
وروى الكليني في فروع الكافي عن عبد الله بن سنان في الصحيح « قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام قبل أن يثنى رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له وليبدأ بالتكبير » .
وروى الكليني أيضاً في فروع الكافي عن محمد بن عذافر في الصحيح « قال : دخلت مع أبي على أبي عبد الله عليه السلام فسأله أبي عن تسبيح فاطمة صلى الله عليها ، فقال :الله أكبر حتى أحصى أربعا وثلاثين مرة ، ثم قال : الحمد لله حتى بلغ سبعا وستين ، ثم قال : سبحان الله حتى بلغ مائة يحصيها بيده جملة واحدة » .
وروى الكليني في فروع الكافي عن أبي هارون المكفوف في الصحيح « عن أبي عبد الله عليه السلام قال :يا أبا هارون إنا نأمر صبياننا بتسبيح فاطمة عليها السلام كما نأمرهم بالصلاة فألزمه فإنه لم يلزمه عبد فشقي » .
3. و روى شيخ الطائفة الطوسي والشيخ الصدوق من أصل العلاء بن رزين عن محمد بن مسلم في الصحيح « قال :قال لي أبو جعفر عليه السلام :إذا توسد الرجل يمينه فليقل : بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك ، ووجهت وجهي إليك ، وفوضت أمري إليك ، وألجأت ظهري إليك ، وتوكلت عليك رهبة منك ورغبة إليك ، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك ، آمنت بكتابك الذي أنزلت وبرسولك الذي أرسلت ثم يسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام . ومن أصابه فزع عند منامه فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوذتين وآية الكرسي » .
و روى الشيخ الطوسي في التهذيب عن المفضل بن عمر في المعتبر « عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث طويل قال فإذا سلمت في الركعتين سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليهما السلام وهو الله أكبر أربعا وثلاثين مرة والحمد لله ثلاثا وثلاثين مرة وسبحان الله ثلاثا وثلاثين مرة ، فوالله لو كان شيئا أفضل منه لعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله إياها.... الخ ».
4. وروى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال في الصحيح عن أبي خلف القماط قال « سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم » .
وروى الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال عن محمد بن مسلم في القوي « قال : قال أبو جعفر عليه السلام من سبح تسبيح الزهراء عليها السلام ثم استغفر غفر له وهي مائة باللسان وألف في الميزان وتطرد الشيطان وترضى الرحمن » .
5. وروى السيد ابن طاووس في فلاح السائل عن وهب بن عبد ربه في المعتبر أو الصحيح « قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول من سبح تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام بدء فكبر الله أربعا وثلثين تكبيرة وسبحه ثلثا وثلثين تسبيحة ووصل التسبيح بالتكبير وحمد الله ثلثا وثلثين مرة ووصل التحميد يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما لبيك ربنا وسعديك اللهم صل على على محمد وآل محمد وعلى أهل بيت محمد وعلى ذرية محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته واشهد ان التسليم منا لهم والايمان بهم والتصديق لهم ربنا آمنا وصدقنا واتبعنا الرسول وآل الرسول فاكتبنا مع الشاهدين اللهم صب علينا الرزق صبا صبا بلاغا للآخرة والدنيا من غير كد ولا نكد ولا من من أحد من خلقك الا سعة من رزقك وطيبا من وسعك من يدك الملأى عفافا لامن أيدي لئام خلقك انك على كل شئ قدير اللهم اجعل النور في بصري والبصيرة في ديني واليقين في قلبي والاخلاص في عملي والسعة في رزقي وذكرك بالليل والنهار على لساني والشكر لك ابدا ما أبقيتني اللهم لا تجدني حيث نهيتني وبارك لي فيما أعطيتني وارحمني إذا توفيتني انك على كل شئ قدير .غفر الله ذنوبه كلها وعافاه من يومه وساعته وشهره وسنته إلى أن يحول الحول من الفقر والفاقة والجنون والجذام والبرص من ميتة السوء ومن كل بلية تنزل من السماء إلى الأرض وكتب له بذلك شهادة الاخلاص بثوابها إلى يوم القيمة وثوابها الجنة البتة فقلت له هذا له إذا قال ذلك في كل يوم من الحول إلى الحول فقال ولكن هذا لمن قاله من الحول إلى الحول مرة واحدة يكتب له ذلك وأجزأه له إلى مثل يومه وساعته وشهره من الحول إلى الحول الجائي الحايل عليه » .
اقوال علماء الشيعة المعاصرين
1. يقول الإمام الخميني قدس سره عن الآداب القلبية لتسبيح فاطمة عليها السلام: «كما ذكرت في آداب التسبيحات الأربعة يجب في تسبيح فاطمة (عليها الصلاة والسلام ) أيضاً التبتل والتضرّع والانقطاع والتذلل في القلب، ومع التكرار يتعوّد القلب على هذه الحال وإيصال الذكر من اللسان إلى القلب حتى يذوب القلب في الذكر والتوجه إلى اللَّه» .
2. السيد الخوئي: تسبيح فاطمة الزهراء الذكر الكثير الذي قال الله تعالى: اذكروا الله ذكرا كثيرا) وفي اخرى عن الصادق (ع): (تسبيح فاطمة كل يوم في دبر كل صلاة احب الي من صلاة الف ركعة في كل يوم) والظاهر استحبابه في غير التعقيب أيضا، بل في نفسه، نعم هو مؤكد فيه. وعند ارادة النوم لدفع الرؤيا السيئة، كما ان الظاهر عدم اختصاصه بالفرائض بل هو مستحب عقيب كل صلاة، وكيفيته: (الله اكبر) اربع وثلاثون مرة، ثم (الحمد لله) , ثلاث وثلاثون، ثم (سبحان الله) كذلك، فمجموعها مائه، ويجوز تقديم التسبيح على التحميد وان كان الاولى الاول. (مسألة 19): يستحب ان يكون السبحة بطين قبر الحسين- صلوات الله عليه - وفي الخبر انها تسبح إذا كانت بيد الرجل من غير ان يسبح ويكتب له ذلك التسبيح وان كان غافلا. (مسألة 20): إذا شك في عدد التكبيرات أو التسبيحات أو التحميدات بنى على الاقل ان لم يتجاوز المحل، والا بنى على الاتيان به، وان زاد على الاعداد بنى عليها ورفع اليد عن الزائد .
3. السيد المرعشي :عندما تكلم عن تعقيبات الصلوات قال:ومنها: تسبيح الزهراء (صلوات الله عليها)، وهو أفضلها، ففي الحديث: "ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة"، وعن الصادق(عليه السلام): "تسبيح فاطمة كلّ يوم في دبر كلّ صلاة أحبّ إليّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم" .
4. السيدمحمدصادق الروحاني: تسبيح الزهراء عليها السلام). والظاهر من كلمات الاصحاب ان افضليته مفروغ عنها لديهم، والاخبار الدالة عليها كثيرة كخبر صالح بن عقبة عن جعفر (ع) انه قال: ما عبد الله بشئ افضل من تسبيح فاطمة (ع) ولو كان شئ افضل منه لنحله رسول الله (ص) فاطمة (ع) .
6. البحراني: قد استفاضت الاخبار بالحث على تسبيح فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) وفضله في التعقيب، قال في المنتهى: افضل الاذكار كلها تسبيح الزهراء (سلام الله عليها) وقد اجمع اهل العلم كافة على استحبابه. والاخبار من طرقنا وطرق المخالفين ايضا .
7. الشيخ الطوسي : والدعاء فيه مرجو ولا يترك تسبيح فاطمة (عليها السلام) خاصة، وهي أربع وثلاثون تكبيرة، وثلث وثلاثون تحميدة، وثلث وثلاثون تسبيحة يبدأ بالتكبير. ثم بالتحميد. ثم بالتسبيح، وفي أصحابنا من قدم التسبيح على التحميد وكل ذلك جايز وكيفيّته: "الله أكبر" أربع وثلاثون مرّة، ثم: "الحمد لله" ثلاث وثلاثون مرّة، ثم: "سبحان الله" كذلك، فمجموعها مائة، وروي أيضاً: تقديم التسبيح على التحميد، والأولى هو الأوّل .
وفي الحديث أيضاً: "مَن سبّح تسبيح فاطمة(عليها السلام)قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة، غفر الله له، ويبدأ بالتكبير"، وفي حديث آخر: "وأتبعها بلا إلـه إلاّ الله مرّة، غفر له"، وفي حديث آخر: "مَن سبّح تسبيح فاطمة(عليها السلام)ثم استغفر، غفر له، وهي مائة باللسان وألف في الميزان، وتطرد الشيطان وترضي الرحمان"، وإنّه من الذكر الكثير الذي قال سبحانه: (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً).
روايات عند مدرسة العامة
1. قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة عليها السلام: «ألا أدُّلكِ على خير من خادم، إذا أويتِ إلى فراشك، تسبحين الله ثلاثاً وثلاثين وتحمديه ثلاثاً وثلاثين وتكبريه أربعاً وثلاثين، فذلك خير لك من خادم .
2. عن الإمام عليِّ بن أبي طالب(عليه السلام)، أنَّ فاطمة (عليها السلام)، شكت مما تلقى من أثر الرحى، فأتى النبيُّ صلى الله عليه -وآله - وسلم سبي، فانطلقت، فلم تجده فوجدت عائشة فأخبرتها،فلما جاء النبيُّ صلى الله عليه - وآله - وسلم أخبرته عائشة، بمجيء فاطمة، فجاء النبيُّ صلى الله عليه - وآله - وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم، فقال: «على مكانكما ،»فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه لى صدري،فقال: «ألا أعلمكما خيراً مما سألتماني، إذا أخذتما مضاجعكما، فكبرا أربعاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، وتحمدا ثلاثاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم .
3. عن أبي الدرداء، قال: قلت: يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويحجون كما نحج، ويتصدقون ولا نجد ما نتصدق به، قال: فقال: «ألا أدلكم على شيءإذا فعلتموه أدركتم من سبقكم، ولا يدرككم من بعدكم، إلا من عمل بالذي تعملون، تسبحون الله ثلاثاً وثلاثين، تحمدونه ثلاثاً وثلاثين، وتكبرونه أربعاً وثلاثين في دبر كل صلاة .
و هنا روايات كثيرة الدالة على افضليته...
الفصل الرابع
مصداق الذكرالكثير
ولقد رأينا أن مصداق من الذكر الكثير هو تسبيح الزهراء عليها السلام كان الهدية لها من ابيها رسول الله صلى الله
عليه و آله.
عليه و آله.
السبب في نسبة هذا الذكر(التسبيح) إلى الزهراء(س) و تأثيره عليها
روى العلامة المجلسي في بحار الأنوار عن دعائم الإسلام أن أمير المؤمنين عليه السلام قال: أرسل بعض ملوك العجم عبيداً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلت لفاطمة عليها السلام اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واسأليه أن يعطينا خادماً ليساعدك في أعمال المنزل، فذهبت فاطمة عليها السلام إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم، ومن الدنيا بما فيها، تكبرين الله بعد كل صلاة أربعا وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة، وتسبحيّن الله ثلاثاً وثلاثين تسبيحة، ثم تختمين بـ(لا إله إلا الله)، ذلك خير لك من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها»، فلزمت صلوات الله عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونسب إليها) .
إن هذا الذكر الذي كان هدية النبي (ص) لابنته فاطمة (س) يؤثرها كثيرا كما عن أم أيمن أنها قالت : مضيت ذات يوم إلى منزل مولاتي ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام لأزورها في منزلها وكان يوماً حاراً من أيام الصيف فأتيت إلى باب دارها وإذا بالباب مغلق فنظرت من شقوق الباب فإذا بفاطمة الزهراء عليها السلام نائمة عند الرحى ورأيت الرحى تطحن البر وهي تدور من غير يد تديرها والمهد أيضاً إلى جانبها والحسين نائم فيه والمهد يهتز ولم أر من يهزه ورأيت كفاً يسبح الله تعالى قريباً من كف ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام .... فتعجبت من ذلك فتركتها ومضيت إلى سيدي رسول الله وسلمت عليه وقلت له : يا رسول الله إني رأيت عجباً ما رأيت مثله أبداً فقال لي ما رأيت يا أم أيمن ؟؟ فقلت : إني قصدت منزل سيدتي ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام فلقيت الباب مغلقاً وإذا أنا بالرحى تطحن البر وهي تدور من غير يد تديرها ورأيت مهد الحسين يهتز من غير يد تهزه ورأيت كفاً يسبح الله تعالى قريباً من كف ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام,
ولم أر شخصاً فتعجبت من ذلك يا سيدي فقال : يا أم أيمن .... أعلمي أن ( فاطمة الزهراء ) صائمة وهي متعبة جائعة والزمان قيظ فألقى الله تعالى عليها النعاس فنامت فسبحان من لا ينام فوكل الله ملكاً يطحن عنها قوت عيالا وأرسل الله ملكاً آخر يهز مهد ولدها ( الحسين ) لئلا يزعجها من نومها ووكل الله ملكاً آخر يسبح الله عز وجل قريباً من كف ( فاطمة الزهراء ) عليها السلام يكون ثواب تسبيحه لها لأن ( فاطمة ) لم تفتر عن ذكر الله فإذا نامت جعل الله ثواب تسبيح ذلك الملك ( لفاطمة ) عليها السلام.
فقلت يا رسول الله أخبرني من يكون الطحان؟ ومن الذي يهز مهد ( الحسين ) ويناغيه ؟ ومن المسبح.
فتبسم النبي ضاحكاً وقال : أما الطحان : فجبرائيل وأما الذي يهز مهد ( الحسين ) فهو ميكائيل وأما الملك المسبح فهو إسرافيل.
و هذا كان المصداق البارز للذكر الكثير.
روايات عن الأئمة (ع)في فضل الذكر الكثير
وردت روايات عن الأئمة عليهم السلام يظهر من خلالها عظم ثواب هذا التسبيح-الذي يتكوّن من التكبير والتحميد والتسبيح -وعلو مقام صاحبته السيدة فاطمة عليها السلام ولكي يتضح الأمر نورد هذه الرواية ونورد ما يفسّرها. نذكر هنا بعضها بالاستعانة بالأحاديث والروايات التالية:
1. روي عن الإمام الباقر عليه السلام: «ما عُبد اللَّه بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة، ولو كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول اللَّه (صل الله عليه واله وسلم) فاطمة ( عليها السلام )» .
2. قال الصادق ( عليه السلام ): «من سبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام قبل أن يُثني رجليه من صلاة الفريضة غفر اللَّه له، وليبدأ بالتكبير» .
3. قال الصادق ( عليه السلام ): تسبيح فاطمة الزهراء في كلّ يوم من دُبر كلّ صلاة أحبُّ إلىَّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم .
4. قال أبو جعفر ( عليها السلام ): «من سبّح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم استغفر غُفر له، وهي مائة باللسان، وألف في الميزان، ويطرد الشيطان ويرضي الرحمن» .
5. روي عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال: «ما عُبد الله بشيء من التحميد أفضل من تسبيح فاطمة عليها السلام، ولو كان شيء أفضل منه لنحلهُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة عليها السلام» .
6. قال الإمام أبو عبد الله الصادق عليه السلام: «من بات على تسبيح فاطمة عليها السلام كان من الذاكرين لله كثيراً والذاكرات» .
7. قال الإمام الباقر (عليه السلام): (مَن سَبَّحَ تسبيح الزهراء (عليها السلام) ثُمَّ استغفرَ ، غُفِرَ لَهُ ، و هي مِائَة باللِّسان ، و ألفٌ في الميزان ، وَ تطردُ الشيطان ، و تُرضِي الرَّحمن) .
8. قال الإمام الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : ( مَا عُبِدَ الله بِشيء مِن التَمْجِيد أَفضَل مِن تَسبِيحِ فَاطمَة ( عليها السلام )) .
9. قال الإمام الباقر ( عليه السلام ): ( إن رسولَ الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لفاطمة ( عليها السلام ) : ( يَا فاطمةَ ، إذا أخذتِ مَضجعَكِ من اللَّيل فَسَبِّحي الله ثلاثاً و ثلاثين ، و احمديهِ ثلاثاً و ثلاثينَ ، و كَبِّريهِ أربعاً وثلاثين ، فَذلِكَ مِائَة هي أثقل في الميزانِ مِن جَبَلِ أُحُد ذَهَباً ) .
10 سُئِلَ أبو الحسن علي بن أبي طالب عن معنى التسبيح فأجاب (عليه الصلاة والسلام): «هو تعظيم اللَّه عزّ وجلّ وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك...» .
11. روى عبدالله بن سنان، عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: من سبّح تسبيح فاطمة في دبر المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه أوجب الله له الجنة .
شرح أذكار التسبيح
1- اللَّه أكبر: يعني أنه أكبر وأجلّ من أن يوصف، ولا يجوز قول أنه أكبر من كل شيء فهذا المعنى يحدّد اللَّه عزّ وجلّ فقد روي عن أبي عبد اللَّه (ع) أنه قال: في جوابه لرجل يقول أن معنى اللَّه أكبر أنه أكبر من كل شيء فقال (ع): «حدّدته» فقال الرجل وكيف أقول؟ فقال (ع): « اللَّه أكبر من أن يوصف » .
2- الحمد للّه: يعني الشكر والمدح والثناء يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته: الحمد للّه تعالى بمنزلة الثناء عليه أمام الفضيلة وهو أخص من المدح وأعم من الشكر، فكل شكر هو حمد وليس كل حمد شكراً والحمد أيضاً مدح، ولكن ليس كل مدح حمداً .
3- سبحان اللَّه: التسبيح يعني تنزيه اللَّه سبحانه من كل صفة غير محمودة.
يقول الراغب الأصفهاني في مفرداته: السبح: المرُّ السريع في الماء وفي الهواء، يقال: سَبَحَ سبْحاً وسباحة، والتسبيح تنزيه اللَّه تعالى، وأصله المرُّ السريع في عبادة اللَّه تعالى وجعل ذلك في حبل الخير، كما حبل الأبعاد في الشر، فقيل: أبعده اللَّه» .
سُئِلَ أبو الحسن علي بن أبي طالب عن معنى التسبيح فأجاب (ع): « هو تعظيم اللَّه عزّ وجلّ وتنزيهه عما قال فيه كل مشرك…» .
فوائد تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام)
لم يكن منحصراً في استحباب الدعاء في عقب الصلاة بل شمل استحبابه وعم فضله في امور عدة منها:
بعد كل صلاة فريضة
أن يُسبِّحَ الانسان بتسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام بعد كل صلاة فريضة مباشرةً و قبل أن يثني المصلي رجله أو يبسطها، أي يبدأ بتسبيح فاطمة عليها السلام و هو على هيئة المصلي و على جلسته بعد التسليم، فقد رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ أنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام: "مَنْ سَبَّحَ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ عليها السلام قَبْلَ أَنْ يَثْنِيَ رِجْلَيْهِ مِنْ صَلَاةِ الْفَرِيضَةِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، وَ لْيَبْدَأْ بِالتَّكْبِيرِ" .
و في رواية أخرى عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام، قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: "مَنْ سَبَّحَ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ فِي دُبُرِ الْمَكْتُوبَةِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَبْسُطَ رِجْلَيْهِ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ الْجَنَّةَ"
عند طلب قضاء الحاجة
روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كانت لك حاجة إلى الله وصقت بها ذرعا، فصل ركعتين فإذا سلمت كبر الله ثلاثا، وسبح تسبيح فاطمة عليها السلام، ثم اسجد وقل مائة مرة: يا مولاتي فاطمة أغيثيني، ثم ضع خدك الايمن على الارض، وقل مثل ذلك، ثم عد إلى السجود وقل ذلك مائة مرة وعشر مرات واذكر حاجتك فإن الله يقضيها .
شفاء من الأمراض
للشفاء من الأمراض، فقد رُوِيَ أنَّهُ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام وَ كَلَّمَهُ فَلَمْ يَسْمَعْ كَلَامَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، وَ شَكَا إِلَيْهِ ثِقْلًا فِي أُذُنَيْهِ.
فَقَالَ لَهُ: "مَا يَمْنَعُكَ، أَوْ أَيْنَ أَنْتَ مِنْ تَسْبِيحِ فَاطِمَةَ عليها السلام"؟!
فَقَالَ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاكَ، وَ مَا تَسْبِيحُ فَاطِمَةَ؟
فَقَالَ: "تُكَبِّرُ اللَّهَ أَرْبَعاً وَ ثَلَاثِينَ، وَ تُحَمِّدُ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ، وَ تُسَبِّحُ اللَّهَ ثَلَاثاً وَ ثَلَاثِينَ، تَمَامَ الْمِائَةِ".
قَالَ: فَمَا فَعَلْتُ ذَلِكَ إِلَّا يَسِيراً حَتَّى ذَهَبَ عَنِّي مَا كُنْتُ أَجِدُهُ .
طرد الشيطان، و طلب الغفران من الله و الحصول على رضوانه
قد رُويَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام: "مَنْ سَبَّحَ تَسْبِيحَ فَاطِمَةَ عليها السلام ثُمَّ اسْتَغْفَرَ غُفِرَ لَهُ، وَ هِيَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَ أَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ، وَ تَطْرُدُ الشَّيْطَانَ وَ تُرْضِي الرَّحْمَنَ" .
عند النوم
عن أبي بصير قال: إذا أويت إلى فراشك فاضطجع على شقك الايمن، وقل: " بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك، اللهم آمنت بكل كتاب أنزلته وبكل رسول أرسلته ثم تقرء: قل هو الله أحد والمعوذتين وآية الكرسي ثلاث مرات وآية السخرة، وشهد الله، وإنا أنزلناه في ليلة القدر إحدى عشر مرة ثم تكبر أربعا وثلاثين مرة وتسبح ثلاثا وثلاثين مرة وتحمد ثلاثا وثلاثين مرة، وهو تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام الذي علمها رسول الله صلى الله عليه وآله. ثم قل: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو حى لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير " ثم تقول: " أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الارض إلا باذنه، من شر ما خلق ذرء وبرء وأنشأ وصور، ومن شر الشيطان وشركه وقومه، ومن شر شياطين الانس والجن، أعوذ بكلمات الله التامة من شر السامة والهامة واللامة والحاصة.
و روي القول عند المنام من تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام عن أبي جعفر الطوسي، عن علي بن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الشيخ جعفر بن سليمان فيما رواه في كتاب ثواب الاعمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أوى أحدكم إلى فراشه ابتدره ملك كريم وشيطان مريد، فيقول له الملك: اختم يومك بخير وافتح ليلك بخير، ويقول له الشيطان: اختم يومك باثم وافتح ليلك باثم، قال: فان أطاع الملك الكريم وختم يومه بذكر الله، وفتح ليله بذكر الله إذا أخذ مضجعه وكبرالله أربعا وثلاثين مرة، وحمد الله ثلاثا وثلاثين مرة، وسبح الله ثلاثا وثلاثين مرة زجر الملك الشيطان، فتنحى وكلاه الملك حتى ينتبه من رقدته، فإذا انتبه ابتدره شيطانه فقال له: مثل مقالته قبل أن يرقد ويقول له الملك مثل ما قال له قبل أن يرقد، فان ذكر الله عزوجل العبد بمثل ما ذكره أولا طرد الملك شيطانه فتنحى وكتب الله عزوجل له بذلك قنوت ليلة .
من كتاب المشيخة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يتفزع يقول عند النوم: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحيى ويميت ويميت ويحيى وهو حي لا يموت " عشر مرات، ويسبح تسبيح الزهراء فانه يزول ذلك .
عند الخروج من المنزل فانه حافظ لقارئه
عن الثمالي ، عن أبي جعفر الباقرعليه السلام : «من قال حين يخرج من منزله : بسم الله ، حسبي الله، توكلت على الله ، اللهم إني أسألك خير اموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الاخرة . كفاه الله ما أهمه ، من أمر دنياه وآخرته» .
وروي أنه إذا وقف على باب داره سبح تسبيح الزهراء عليها السلام وقرء الحمد وآية الكرسي كما قدمناه وقال: " اللهم إليك وجهت وجهي وعليك خلفت أهلي ومالي وما خولتني وقد وثقت بك فلا تخيبني يا من لا يخيب من أراده، ولا يضيع من حفظه، اللهم صل على محمد وآل محمد واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي يا أرحم الراحمين، اللهم بلغني ما توجهت له، وسبب لي المراد، وسخر لي عبادك وبلادك، وارزقني زيارة نبيك ووليك أمير المؤمنين عليه السلام والائمة من ولده وجميع أهل بيته عليه وعليهم السلام، ومدني منك بالمعونة في جمع أحوالي، ولا تكلني إلى نفسي، ولا إلى غيري، فأكل وأعطب، وزودني التقوى، واغفر لي في الاخرة والاولى، اللهم اجعلني أوجه من توجه إليك. ويقول أيضا: " بسم الله وبالله وتوكلت على الله واستعنت بالله، وألجأت ظهري إلى الله، وفوضت أمري إلى الله، رب آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك الذي أرسلت، لانه لا يأتي بالخير إلهي إلا أنت، ولا يصرف السوء إلا أنت عز جارك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، وعظمت آلاؤك، ولا إله غيرك " فقد روي أن من خرج من منزله مصبحا ودعا بهذا الدعاء لم يطرقه بلاء حتى يمسي ويؤب إلى منزله، وكذلك من خرج في المساء ودعا به لم يطرقه بلاء حتى يصبح ويؤب إلى منزله .
شروط التسبيح
1. التوجه والخشوع في التسبيح
الخشوع هو شرط مهم في جميع العبادات حتى المستحبة منها وفي تسبيح الزهراء عليها السلام بالطبع مؤكد وبدون الخشوع يصبح التسبيح لقلقة لسان ولا يستفيد الشخص من بركاته لأن قلبه لا يتوجه إلى الله عزّ وجل ولا يحصل على الكمال ما دام قلبه مشغولاً عن ذكر الله تعالى.
يقول الإمام الخميني (رحمه الله) عن الآداب القلبية لتسبيح فاطمة عليها السلام: "كما ذكرت في آداب التسبيحات الأربعة يجب في تسبيح فاطمة أيضاً التبتل والتضرّع والانقطاع والتذلل في القلب، ومع التكرار يتعوّد القلب على هذه الحال وإيصال الذكر من اللسان إلى القلب حتى يذوب القلب في الذكر والتوجه إلى اللَّه" .
2.الموالاة في التسبيح
أي عدم الفصل والقطع بين الأذكار وهذا سرٌ من أسرار هذا التسبيح المبارك يروي الشيخ الكليني في كتابه فروع الكافي،
عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن جعفر عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام: (أنه كان يسبح تسبيح فاطمة صلى الله عليها فيصله ولا يقطعه).
3.المباشرة بالتسبيح بعد الصلاة
ومن شروط التسبيح الإتيان به مباشرة بعد الفراغ من الصلاة أي بعد التسليم مباشرة ولهذا أسرارٌ وفوائد أيضاً.
يقول الشيخ البهائي في هذا الشأن: (… وليكن جلوسك في التعقيب متّصلاً بجلوسك في التشهد وعلى تلك الهيئة من الاستقبال، والتورّك، واترك في أثنائه الكلام والتلفت ونحوهما، فقد روي «أن ما يضرّ بالصلاة يضرّ بالتعقيب») .
4.من شك في التسبيح
يبني على الأقل إن لم يتجاوز المحل، فلو سها فزاد على عدد التكبير أو غيره رفع اليد عن الزائد وبنى على (34) أو (33)، والأولى على نقص واحدة ثم يكمل العدد بما في التكبير والتحميد دون التسبيح .
قال الإمام الصادق عليه السلام: «إذا شككت في تسبيح فاطمة الزهراء(س)فأعده» .
يستحب التسبيح بالسبحة المتخذة من تربة الحسين عليه السلام.
قال الإمام الصادق عليه السلام: «من أدار سبحة من تربة الحسين عليه السلام مرة واحدة بالاستغفار أو غيره كتب الله له سبعين مرة».
الخاتمة
الحقيقة أنَّ الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يأمرنا فيقول :(يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا*وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةٗ وَأَصِيلًا)
قال : إِنَّنِيٓ أَنَا ٱللَّهُ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدۡنِي وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ ) .
الذِكرُ منشور الولاية الذي من أُعطيه اتصل ، ومن مُنعه عُزل ، من أُعطيَّ الذِكرَ اتصلَّ بالله عزّ وجل , ومن مُنعه عُزل ، وهو قوت القلوب التي متى فارقها , صارت الأجساد لها قبوراً .
القلب دون ذِكرٍ لله عزّ وجل الجسم قبرٌ له ، ميتٌ في ميت ، الذِكرُ عِمارة الديار , داركَ لا تحيا إلا بذكر الله , فإذا انعدمَ منها الذِكرُ , أصبحت داراً ميتةً كالقبر التي إذا تعطلت صارت بوراً ، الذِكر سلاح المؤمن , الذي يقاتل به قُطّاعَ الطريق , فإذا خلا من سلاحه , أصبحَ عُرضةً للقتلِ من قِبل قطاع الطريق ، بالذكر تطفئ حريق الشوق إلى الله عزّ وجل ، بالذِكرِ يكون الذِكرُ دواءً لقلبكَ اللهفان .
و حينما ننظر إلى النسبة هذا الذكر إلى مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام بنت محمد (ص)نجد أهميته أكثر فالأكثر ,لأن نعم الوسيلة إلى الله سبحانه وتعالى في الدعا هو وسيلة فاطمة الزهراء عليها السلام, أن الله سبحانه و تعالى لا يرتد السائل خاليا,حينما السائل يسأل الله بوسيلتها فيتوجهوا المعصومين عليهم السلام إليه.
لهذا علينا أن نتمثل هذا الذكر في جميع أبعاد حياتنا لكي نتلبس بلباس هذا الذكر و ننال بركات هذا الذكر في حياة الدنيا و الآخرة.
فعلى المؤمن أن يُكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى. وجل كثيرا.
Comments
Post a Comment